الأمن الأوروبي في إقليم الصحراء الكبرى

Abstract

1. تعد قضية الأمن في الساحل و الصحراء ذات أهمية متزايدة و هي بحاجة إلى تفسير إبعادها الإستراتيجية بدلا من الاكتفاء باختزالها في مشكلات معينة دون غيرها و ذلك بهدف حيازة رؤية شاملة بشان وضع هذه المنطقة في السياسات الإقليمية. و تدعو بعض الخلاصات و الأفكار إلى إعادة بناء الفرضيات الموضوعية في بناء المعرفة الأمنية و الإستراتيجية حول منطقة الساحل و الصحراء فالوضع السوسيولوجي لهذه المنطقة ووضعها الجيوثقافي ضمن العالم الإسلامي يضفيان عليها خصوصية متحركة و لهذا فان مقاربة الأمن الاستراتيجي المتعلق بتزايد الإرهاب مثلا لا يمكن فصلها على النظرة النمطية المتشكلة إزاء هذه الظاهرة سواء من الناحية الإقليمية او من الناحية الدولية تعد منطقة الساحل الإفريقي ذات أهمية إستراتيجية بارزة نظرا لموقعها الجغرافي الذي تتميز به عن باقي المناطق في العالم اظافة إلى الثروات المعدنية و الموارد (الذهب، الغاز، اليورانيوم ، النفط) مما جعلها محل إطماع و اهتمام الدول الكبرى و أضحى التنافس الدولي على هذه المنطقة يتزايد من اجل بسط النفوذ و ضمان المصالح الاقتصادية في الأزمات التي يعيشها العالم إن الوضع الأمني الذي ألي إليه إقليم الصحراء الكبرى في صعود التيار الأصولي و سيطرة الجماعات الإسلامية المتطرفة و تنظيم القاعدة على شمال مالي أصبحت المصالح الفرنسية عرضة للخطر في مالي خاصة و الساحل و الصحراء عامة أسرع بضرورة التدخل العسكري الفرنسي في إطار الشرعية الأممية بقرار 2088 وبدعم الاتحاد الأوروبي ،و يعد هذا التدخل خطوة هامة لضمان فرنسا سيطرتها الفعلية على المنطقة و إعلانا منها لعودة سياسة فرنسا إفريقيا التغيرات التي يشهدها إقليم الصحراء الكبرى و الساحل الإفريقي نظرا لتفاقم النزاع في مالي و الذي يعد مسالة معقدة و متعددة الإبعاد و يتمثل البعد السياسي فيها في صعوبة بناء الدولة و هو ما يعتبر تهديد حقيقي و خطير على امن المنطقة بصفة خاصة و دول الجوار بصفة عامة.