الأزمـة السوريـة وتداعياتهـا علـى الأمـن الطاقـوي الأوروبـي ( 2011/2017 )

Loading...
Thumbnail Image

Date

2017

Journal Title

Journal ISSN

Volume Title

Publisher

جامعة مولود معمري تيزي وزو

Abstract

تناولت الدراسة الأزمة السورية و تداعيتها على الأمن الطاقوي الأوروبي. حيث ركزنا على الأسباب الجوهرية والفواعل الأساسية التي تتحكم في توجهات ومصير هذه الأزمة، لاسيما منها تداخل المصالح الإستراتيجية للقوي العظمى في العالم و في المنطقة الشرق الأوسطية و في سوريا على الخصوص، مما أدى إلى بروز بوادر تغير الخارطة السياسية للعالم وبداية نهاية الأحادية القطبية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى عالم متعدد الأقطاب، في ظل تزايد وإستقواء الدور الروسي بقيادة فلاديمير بوتين والإستراتجية الروسية الجديدة المحكمة بالتكتلات الغير معلن عنها في منطقة أوراسيا متمثل في محور إيران الهند والصين. في بداية القرن الواحد والعشرين عادت لتعب الطاقة الدور الحاسم في بناء السياسة الدولية كما كان عليه الحال بعد القرن التاسع عشر (19) وفي عزّ النهضة الأوروبية، ولقد كان للحرب الباردة الأثر الكبير في تغير جيوبوليتيك الطاقة خاصة عند إستقلال الكثير من الدول الطاقوية من هيمنة الإستعمار وإنقسام العالم إلى معسكرين شرقي و غربي. فوصل التنافس على الجغرافيا إلى أوجه فأصبح كل من سيطر على المناطق الطاقوية والإستراتيجية في العالم يتحكم في زمام الأمور و يحقق مصالحه الإستراتيجية، لقد ظهر و للعلن الصراع إنطلاقاً من الأزمة السورية خاصة في عصرنا الذي يلعب فيه الغاز أدواراً كبيرة في بناء أكبر الإقتصادات العالمية ووصل به الحد حتى إلى تهديد كيان و أمن إستقرار العديد من الدول من المالكة للغاز و التي يمر على أراضيها و من هي بحاجة إليه. هذا هو حال الأزمة السورية التي سوقت للإعلام العالمي في إطار الربيع العربي و في شكل ثورات قامت ضد أنظمة حكم ديكتاتورية، حقيقة هناك نوع من الصحة في هذا السياق و لكن هي أبعد و أعمق من ذلك، سوريا ضحية موقعها الإستراتيجي والدفاع الروسي اللامتناهي في سوريا هو هدفه السيطرة على محاور أنابيب الغاز الإستراتجية والبقاء في الصدارة واستعماله كوسيلة ضغط بطريقة غير مباشر لتحقيق فوائد مادية وسياسة ضد الغرب الذي لا يريد منافس في المنطقة و في العالم ككل فكان ولسوء الحظ أن يقع على أوروبا التي تفتقر للموارد الطاقوية لتلبية حاجيتها أنها تصبح رهينة لروسيا في أمنها الطاقوي خاصة عندما عجزت هي والولايات المتحدة الأمريكية إلى حدّ الساعة إلى إيجاد مصادر طاقوية بديلة آمنة تعوض من خلالها الهيمنة الروسية فإصطدمت بإستراتيجية محكمة غير قابل للتعايش كان عنوانها حشد قوي دولية إقتصادية كبرى التي تعتبر غير صديقة للغرب وفي نفس الوقت فقيرة للطاقة وهي من أكبر المستهلكين لها على غرار الصين والهند، ومن جهة أخرى وضع حاجز أمام المنافسين الطاقويين في المنطقة الشرق أوسطية على غرار دول الخليج التي تعتبر الصديق الإستراتيجي للغرب في المنطقة ومحاول فرض عليها منطق جديد وهو التعايش مع إيران و التوجه إلى محور روسيا كبديل وفي نفس الوقت كحل في ظل تعكر الأوضاع الأمنية في المنطقة و إستحالة تمرير المشاريع الإستراتيجية كأنابيب الغاز وغيرها إلى أوروبا والغرب وهذا هو حقيقة دولة قطر صاحبة المرتبة الثالثة من إحتياط الغاز في العالم التي تبدو و أنها فهمت الرسالة الروسية وها هي تخرج عن بيت الطاعة الخليجي الغربي و تتجه نحو السوق الأوراسية كبديل آمن في محاولة إيجاد موقع في ظل مستقبل ستكون التعددية القطبية عنوانه، وهو حال الإتحاد الأوروبي الذي بدأت تتضح بوادر تفككه في الأفق خاصة بعد خروج بريطانيا منه ما كان سبباً في التغير الملحوظ في العلاقات الألمانية الفرنسية الروسية التي ترى تقارباً كبيراً ومستمر وهو ما ظهر جلياًّ في الرسالة التي بعثتها الإدارة الأمريكية عبر قمة المناخ في باريس بإنسحابها كعضو من القمة، هذا هو حال العلاقات الدولية تتسابق فيها الأحداث وهذا هو حال الأزمة السورية التي مازالت تحمل في طياتها مفاجئات أخرى في ظل إستمرار الأوضاع الراهنة.

Description

Keywords

الأزمة السورية, الأمن الطاقوي الأوروبي, الإستراتيجية الروسية الجديدة في سوريا

Citation

دراسات متوسطية